تَعتبرُ بعض السّيدات الهدية التي يُقدمنها لأزواجهن ليلة العرس، واحدة من التقاليد التي لا تقلّ أهمية عن التحضير لملابس حفل الزفاف أو ما يُسمى بـ”التصديرة”.
أو الأشياء التي يحملنها من بيت الأسرة إلى بيت الزوج، أو ما يُعرف بـ”لجْهاز”.
ولهذا يُخصصن وقتا طويلا واهتماما كبيرا لا يختلفان عن الوقت والاهتمام اللذان يُخصصنهما للتقاليد الأخرى.
ويختلف تمسّك النسوَة بهذه العادة من منطقة ومنطقة، بل حتى من أسرة لأخرى.
خاصّة وأنّ هدية الزواج ليست تقليدا خاصّا بالجزائريين. ولا حتى بالدول العربية أو الإفريقية فقط.
ولكنها عادة مُنتشرة في مُختلف البلدان عبر العالم.
ماذا تشتري الزوجة لزوجها؟
غير أنّ الذي يُميّز المرأة الجزائرية عن غيرها هو نوع الهدية التي تختارها، والتي تتراوح بين التنوع، التميّز وحتى الغَرابة أحيانا.
ولعلّ أوّل سُؤال يتبادرُ إلى ذهنِ المرأة المُقبلة على الزّواج والرَّاغبة في اِقتناء هَديةٍ لزَوجها هو: “ماذا تشتري؟”
هَديةً عَمَلِية يحتاجها الزَوجُ ونسيَ شراءها في خِضَمِ كَثرَة مشاغل فترة ما قبل الزواج؟ أو تذكارٌ رمزيٌ يُخلدُ تلك الليلة؟
بين الهدية المادية والمعنوية
الهدية العملية
كثيرا ما تفضلُ الزوجات الجزائريات الاختيار الأّوّل، أي اقتناء أشياء عادة ما ينساها الرّجل. أو التي لا يَضيرُ شِراءُ الكثير منها.
على غرار بُرنس الحمام، المنامة أو الشبشب، أو غيرها من الملابس والمُستلزمات التي تُستعمل أو تُرتدى في البيت.
الهدية المعنوية
أما أخريات فيُفضلن اِقتناء أشياءٍ بسيطة في قيمتها المادية، ولكن غنية في قيمتها المعنوية.
كونهن يعتبرن أن لا شيء أهم من تذكارٍ يُخلّدُ ليلة سعيدة مثل ليلة الزفاف.
ولهذا يخترن اقتناء أساور تحمل اِسم الزوج أو الزوجة أو الاثنين معا، أو تاريخ الزواج. أو يقتنين أدوات مكتبية للزينة أو غيرها.
حفل المجوهرات بـ”آث يني” فرصة للإقتناء هذا الهدية الرمزية
الهدية الروحانية
كما أنّ للأشياء الرُوحانية مكانتها من هدية الزواج.
حيث أنّ بعض النسوة يقتنين مصحفا أو سجادة للصلاة أو قميصا أو سبحة أو مِسكًا. أو كلها مُجتمعة.
الهدية المادية
فيما تفكر أخرياتٌ أنّ قيمة الهدايا تكمن في غلاء ثمنها.
فيقتنين ساعة يدوية أو أساور من فضةٍ أو قارورة عطرٍ فاخرة أو حتى هاتفا نقالا، خاصّة بالنسبة للنساء الميسورات ماديًا.
ومن بين الأفكار التي اِنتشرت في السنوات الأخيرة، هو إهداء المرأة شيئا يرمز لتقاليد المنطقة التي وُلِدت أو نشأت فيها.
خاصّة إن كان الزوجان من منطقتان مُختلفتان.
فتهديه ألبسة أو حُليا تقليدية، وتكون بذلك الهدية عبارة عن تعريف للرّجل بتقاليد أُسرَة ومنطقة المرأة.
غير أنّ للأشياء الغريبة أو الهدايا غير المألوفة مكانتها من تفكير المرأة الجزائرية أيضا.
الهدية غير تقليدية
مثل ألعاب فيديو، أو لعبة “دومينو” أو شطرنج، أو علبة قهوة فاخرة، أو سجائر الكترونية للزوجات الراغبات في مساعدة أزواجهن في الإقلاع عن التدخين.
لكن الأكيد، أنّ اختيار الزوجة يكون بحسب ذوقِ الرّجل واهتماماته.
حتى أنّ بعض النسوة يسألن أزواجهن عن الهدية التي يرغبون في الحُصول عليها تلك الليلة، فيما تتحايل أخريات لمعرفة الشَيء الذي يُمكن أن يُسعد زوجها وتستفسر منه عما يحتاجه دون أن تُعلمه بنيتها في إهدائه له.
No Comments